السبت، 17 مايو 2014

قصف بنغازي والحكومة تتحدث عن محاولة انقلاب





أكدت مصادر محلية في مدينة بنغازي الليبية لمراسل الجزيرة أن 18 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 93 آخرون في اشتباكات بين كتيبة 17 فبراير التابعة للثوار وعسكريين منشقين تابعين للواء المنشق خليفة حفتر.
وقد وصفت الحكومة الليبية تصرفات القوات العسكرية التابعة لحفتر بغير الشرعية. ودعا رئيس أركان الجيش الثوار للتصدي لتلك التصرفات.
وقال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني إن القوات المسلحة التي تحركت صباح الجمعة في مدينة بنغازي بعضها تحت راية الجيش الوطني كانت مخالفة الأوامر العسكرية وخارج نطاق الشرعية.
وخلال مؤتمر صحفي قال الثني إن محاولة استغلال الوضع الأمني في تحركات عسكرية خارج نطاق الشرعية هو "انقلاب" على الثورة والدولة.
وأكد أن عهد الانقلاب والدكتاتورية قد ولى إلى غير رجعة، مشددا على أن التسبب في القتال في بنغازي يعرقل بشدة جهود بسط الأمن لتنفيذ القانون والأوامر الصادرة من أجل القضاء على الإرهاب والخارجين عن القانون.
وطالب الثني كتائب الثوار بضبط النفس والتحرك وفقا للأوامر وعدم مخالفتها حفاظا على وحدة ليبيا وأمنها.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الليبي عبد السلام العبيدي إن القوات التي شاركت في أحداث بنغازي اليوم خرجت دون أوامر من رئاسة الأركان, وأضاف في تصريح للجزيرة إن قاعدة بنينا الجوية في بنغازي أصبحت خارج سيطرة الدولة.
وبالنسبة للطائرة الحربية التي خرجت الجمعة وقصفت مواقع في بنغازي قال إنها خرجت بدون علم قيادة الجيش أو الحكومة، مضيفا أن القوات التي تحركت في بنغازي الجمعة سواء من الجو أو من البر ومن دون علم القيادة سيطالها القانون.

محاولة انقلابية
وفي اتصال مع الجزيرة أكد القائد العسكري في كتيبة 17 فبراير محمد حسن زوي أن الأحداث التي شهدتها بنغازي في الساعات الماضية هي انقلاب مدبر، سبق التنبيه إليه. وأضاف زوي أنه سيتم الرد على هذه التهديدات بقوة السلاح.
وحسب مراسل الجزيرة في بنغازي أحمد خليفة، فإن طائرة ليبية موالية للواء حفتر انطلقت من مطار بنينا العسكري قرب بنغازي وقصفت معسكرا لكتيبة 17 فبراير التابعة للثوار ومواقع لكتيبة أنصار الشريعة، بستة صواريخ نوع سي فايف "C5"، ولم يسفر القصف عن أي خسائر داخل المعسكر.
وإثر القصف شهدت بنغازي استنفارا واسعا للثوار ونزوحا لسكان المناطق التي قصفت. كما وقعت مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة وقوة يقودها حفتر الذي قال إنه أطلق عملية "كرامة ليبيا" لتطهير مدينة بنغازي شرقي البلاد من "المجموعات الإرهابية".
من جهته، قال مدير مطار بنغازي الدولي إن السلطات الليبية أغلقت المطار الجمعة بسبب الاشتباكات.

وقال مدير مطار بنينا الدولي في بنغازي إبراهيم فركاش إن السلطات أغلقت المطار لضمان أمن وسلامة المسافرين نظرا لوقوع اشتباكات في المدينة، وأضاف أن إعادة فتح المطار ستعتمد على الوضع الأمني.

حفتر قاد محاولة انقلاب فاشلة في فبراير/شباط الماضي (الجزيرة نت-أرشيف)
عملية تطهير
وبررت القوات التابعة لحفتر ما قامت به الجمعة بأنها بدأت تنفيذ عملية "كرامة ليبيا" التي تستهدف "التكفيريين والعصابات الخارجة عن القانون في بنغازي".
يذكر أن حفتر عقيد سابق بالجيش الليبي في عهد القذافي وأحد أبناء قبيلة "الفرجاني"، كلف عام 1986 بقيادة القوات الليبية في حرب ليبيا ضد تشاد حيث مني بهزيمة ووقع بالأسر.

ونقل عام 1990 مع أسرى ليبيين آخرين إلى ولاية فرجينيا الأميركية, ثم عاد إلى ليبيا بعد اندلاع ثورة 17 فبراير وشارك في القتال ضد القذافي.
وفي 14 فبراير/شباط الماضي حاول القيام بانقلاب عسكري ضد الحكومة لكن المحاولة باءت بالفشل.
يشار إلى أن مدينة بنغازي تشهد هجمات يشنها مسلحون على قوات الأمن والجيش ورجال القانون والإعلام والنشطاء السياسيين بسبب انتشار المليشيات المسلحة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد بصفة عامة منذ الإطاحة بالقذافي وقتله عام 2011.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق