الأحد، 25 مايو 2014

"بيت المقدس" تنفي مقتل "المنيعي" وتؤكد: الجيش لا يعلم أميرنا



أكدت جماعة أنصار بيت المقدس، اليوم الأحد، أن شادي المنيعي القيادي بها لم يقتل ،كما ذكرت مصادر أمنية قبل يومين، وعرضت صورًا له وسط مجموعة من المسلحين. كانت مصادر أمنية قالت: إن المنيعي وخمسة أشخاص آخرين قتلوا في اشتباك بأسلحة نارية أثناء سيرهم بمنطقة المغارة بوسط سيناء في وقت مبكر صباح الجمعة. وأضافت أنه قتل برصاص مجهولين. وقالت أنصار بيت المقدس في بيان بث على موقع تابع للجماعات الجهادية اليوم، الأحد: "هاهم يعلنون عن مقتل الأخ المجاهد شادي المنيعي وأنه أمير الجماعة في حين أنه لم يقتل ولم يكن أميرًا للجماعة". وذكرت بيت المقدس في بيانها، أن الجيش المصري: "لم يعلم حتى اليوم من هو أمير هذه الجماعة"، ونفت أن القيادي بها توفيق محمد فريج (أبا عبد الله) الذي أعلنت مقتله في مارس الماضي كان أميرًا لها. وقالت الجماعة آنذاك: إن فريج أحد مؤسسيها قتل في حادث سير أدى إلى انفجار قنبلة حرارية كان يحملها. وجاء في بيان اليوم الأحد - بحسب بوابة الشروق - "نحن نعلن في هذا الصدد أن أمير الجماعة وقادتها يتمتعون بالأمن والعافية، وهم بخير حال بين إخوانهم المجاهدين قائمين على أمر الله ومرابطين على الثغور، حتى يفصل الله بينهم وبين أعدائهم." وعرضت الجماعة ثلاث صور قالت إنها للمنيعي، وظهر في واحدة منها وهو يقرأ خبر مقتله على كمبيوتر محمول وظهر في صورتين، وهو يقف ويجلس وسط مجموعة من المسلحين الملثمين وخلفهم عربات دفع رباعي وأعلام لتنظيم القاعدة.

السبت، 17 مايو 2014

رابطة علماء أهل السنة: مقاطعة الانتخابات واجب شرعي





أعلنت رابطة علماء أهل السنة عن وجوب مقاطعة مسرحية الانتخابات الرئاسية الهزلية المزمع إجراؤها في مصر.
وقالت: "رابطة علماء أهل السنة في مصر، تفتي بكل اطمئنان أنه يجب على الشعب المصري شرعًا أن يرفض هذه الانتخابات وأن يقاطعها، وألا يذهب ليبطل صوته لأن المقصود هو الحشد للتصويت لشرعنة الانقلاب، وألا يعترف أحد بنتائجها، ولا يجوز لأحد أن يترشح فيها، ولا لقاضٍ أن يشرف، ولا لموظف أن يتعاون؛ إذ البيعة الصحيحة معقودة لرئيس موجود، بل مخطوف قسرا، وإذا تولى أحد فلا طاعة له ولا ولاية، ولا يجوز لمسلم أن يعقد بيعتين لأميرين في آن واحد".
وأكدت الرابطة فى بيان رسمى أنه يجب على الشعب المصري شرعًا أن يرفض هذه الانتخابات وأن يقاطعها، وألا يذهب ليبطل صوته لأن المقصود هو الحشد للتصويت لشرعنة الانقلاب، وألا يعترف أحد بنتائجها، ولا يجوز لأحد أن يترشح، ولا لقاضٍ أن يشرف، ولا لموظف أن يتعاون؛ إذ البيعة الصحيحة معقودة لرئيس موجود، بل مخطوف قسرا".
وتابعت: "وإذا تولى أحد فلا طاعة له ولا ولاية، كيف وقد حرم الشرع الشريف بيع المسلم على المسلم، وخطبته عليه؟! فإن الأمر في شأن الأمة وما يخص ولايتها أعظم أثرا، وأبعد أخطر، ومن اختار رئيسًا آخر بلا تحلل صحيح من البيعة المعقودة طوعًا، وفي ظروف طبيعية، فقد نقض العهد والميثاق، وخان الله ورسوله والمؤمنين، ورضي عما فات من جرائم ومذابح، ومشارك فيما سيأتي من منكرات وجرائم، وسن سنة سيئة يحمل وزرها ووزر ما يترتب عليها محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا إلى يوم القيامة، وسيترتب على هذا من المفاسد والكوارث في حياة الناس وأخراهم ما الله به عليم، ويجب على الشعب المصري أن يستمر في ثورته لاسترداد حريته ودستوره وكرامته، ولا يتراجع حتى يتم له القصاص العادل، ويعود الجيش إلى أداء دوره المنوط به".

ونشرت الرابطة التأصيل الشرعي للفتوى نصًا وعرضه كالتالى:
من المعلوم والمسلّم عند المصريين أنهم انتخبوا رئيسًا في يونيو 2012م، وصوتوا على دستور في ديسمبر 2012م بما يقارب الثلثين من الأصوات، وتضمن هذا الدستور تأكيدا على اختيار الرئيس مرة أخرى، وحين خرج من خرج من الناس في الـ30 من يونيو 2013م لم تكن مطالبهم تتجاوز المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، وما هو إلا أن خرج وزير الدفاع -المعين من الرئيس المنتخب- على الرئيس الشرعي المختار من الأمة، بالدبابات والمصفحات والطائرات والقناصة ومجرمي وزارة الداخلية، وأطلقوا الرصاص الحي والغاز الحارق والمهيج للأعصاب، وغير ذلك مما أزهق آلاف الأرواح، وجرح وأصاب الآلاف.
ثم استكملوا جريمتهم بسجن عشرات الآلاف، وعطلوا الدستور المستفتى عليه، وحلوا مجلس الشورى المختار من الأمة، والمنفَق عليه من أموال الشعب مئات ملايين الجنيهات، ووضع ما أسماه بـ"خارطة الطريق"، من عند نفسه مقتديًا بسلفه فرعون: حين قال: {مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ}. [سورة غافر: 29]. وقتل آلافا من الشعب وحرقه ودفنه جماعيًّا.
ثم قدم السيسي نفسه مرشحا للرئاسة، بعد أن نفى تمام النفي رغبته في هذا، وأكد أنه لا "ينتوي الترشح"، كل ذلك في ظل مسرحية الانتخابات الهزلية المحسومة نتائجها سلفًا، بدرجة من التمثيل والخداع والدموع الكاذبة التي تستعطف الناس ليغطي على جرائمه مستخدما اللغة الدينية وكلمات الشرع إمعانا في الكذب والخداع.
ولهذا وغيره، وانطلاقا من إيماننا بأن الانتخابات هزلية ومحسومة نتائجها سلفًا، فإن علماء الرابطة يؤكدون أن البيعة لا تزال معقودة للرئيس المنتخب، وأي ترشيح أو ترشح سيقع باطلا، ولا تترتب عليه آثاره شرعا، ولا قانونا، ومن اختار رئيسًا آخر بلا تحلل صحيح من البيعة المعقودة طوعًا وفي ظروف طبيعية، فقد نقض العهد والميثاق، وخان الله ورسوله والمؤمنين، ورضي عما فات من جرائم ومذابح، ومشارك فيما سيأتي من منكرات وجرائم، وسن سنة سيئة يحمل وزرها ووزر ما يترتب عليها إلى يوم القيامة؛ للأدلة الآتية:
أولا: من القرآن الكريم:
1. تحريم التعاون على الإثم والعدوان، فكيف بالقتل والحرق:
أوجب الله تعالى التعاون على البر والتقوى، وحرم التعاون على الإثم والعدوان، فقال: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ". [المائدة: 2].
وما من شك في أن تنصيب رئيس مغتصِب وقاتل أو مشارك في القتل ومحرض عليه يعد نوعا من التعاون على الإثم والعدوان، فضلا عن أن الكيان الصهيوني يراه بطلا وكنزا جديدا لهم، ويدعون له الآن أن ينجح في الانتخابات!.
2. لا ولاية ولا عهد لظالم فكيف بخائن منقلب:
قال الله تعالى:" وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ". البقرة آية (124).
وقد ذكر المفسرون أن الظالم ولايته باطلة لا تنعقد ابتداء، ويعزل بظلمه وفسقه إن طرا عليه بعد الولاية.
والآية أصل في المسالة قال العلماء: "والفعل (نال) يجوز أن يكون فاعله مفعولاً، ويجوز أن يكون مفعوله فاعلاً، على التبادل بينهما؛ فأنت تقول: نال الطالبُ الجائزةَ، ويجوز لك أن تقول: نالت الجائزةُ الطالبَ؛ لأن ما نالك فقد نلته أنت.
ومعنى الآية على هذه القراءة: لا ينال عهدُ الله بالإمامة ظالماً، أي: ليس لظالم أن يتولى إمامة المسلمين.
ومجيء الآية على هذا التركيب يفيد معنى مهماً، وهو أن الظالمين ولو اتخذوا الأسباب التي توصلهم إلى نيل العهد، فإن عهد الله وميثاقه يأبى بنفسه أن يذهب لظالم، أو يكون له؛ لأن الأخذ بعهد الله شرف، وهذا الشرف لا ينال الظالمين.
والآية الكريمة وإن كانت واردة بصيغة الإخبار لا بصيغة الأمر، حيث إنها تخبر أن عهد الله لا يناله ظالم، إلا أن المقصود بهذا الإخبار الأمر، هو أمر الله عباده، أن لا يولوا أمور الدين والدنيا ظالماً. والذي يُرجح أن يكون المقصود بالآية الأمر لا الإخبار، أن أخباره تعالى لا يجوز أن تقع على خلاف ما أخبر سبحانه، وقد علمنا يقيناً، أنه قد نال عهده من الإمامة وغيرها كثيرًا من الظالمين".
وما لم يكن ظالما لما جاز لأحد الترشح كذلك؛ لأن المشغول لا يشغل كما سيأتي؛ ولأن الانقلابات لا يجوز شرعا ولا قانونا ولا مصلحة من أي وجه أن تمرر!
ثانيا: من السنة النبوية:
1- روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ».
وكفُّ مغتصبٍ للسلطة ومُبددٍ لإرادة الأمة ومصادر لحريتها، عن اغتصاب إرادة الأمة هو نصره، وامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل الواجب محاسبته عن كل ما جرى من جرائم ومذابح ومحاكمته.
2- ولم تكتفِ السنة النبوية بكف الظالم عن ظلمه وبخاصة إذا فرق المجتمع وجعله شيعا، وخرج على الحاكم المختار، بل أمر بقتله استنادا لما رواه مسلم بسنده عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ».
ولنا أن نتأمل هنا في الحديث الشريف كلمة "يريد"، وهو حكم شرعي بالقتل يترتب على مجرد الإرادة فقط أو التفكير الظاهر، فكيف الحال بمن حقق الخروج، وقتل الآلاف، وجرح واعتقل وطارد عشرات الآلاف، وقهر المجتمع وأحدث فيه من التخريب ما لم يحدث في تاريخه؟!
وما رواه مسلم بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «... وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ».
ثالثا: من القواعد الفقهية:
1. أن منصب الرئاسة مشغول برئيس شرعي منتخب والمشغول لا يشغل:
إذا كان الشرع الشريف يحرم أن يبيع المسلم على بيع أخيه أو يخطب على خطبة أخيه، فقد روى البخاري ومسلم بسندهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبيع حاضر لباد ولا تناجشوا ولا يبيع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه وتسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها" ... إذا كان هذا في حق الأفراد فكيف بحق الولاية العامة، وحكم شعب كالشعب المصري وفي بلد كمصر بما لها من مكان ومكانة؟!
كما أن الفقهاء قرروا قاعدة مهمة في هذا الصدد، وهي أن: "الْمَشْغُولُ لَا يُشْغَلُ". ولها صيغ أخرى في كتب القواعد، منها: المشغول بشيء لا يحتمل الشغل بغيره، وشغل المشغول لا يجوز, بخلاف شغل الفارغ.
وهناك صيغ أخرى تتعلق بهذه القاعدة، منها: الأصل أن في كل تصرف حصل في محل مشغول بحق محترم للغير المنع من التصرف، ومن تصرف في عين تعلق بها حق مستقر لله تعالى أو لآدمي معين لم ينفذ التصرف. [راجع المنثور للزركشي، والأشباه للسيوطي، وقواعد ابن رجب، وموسوعة القواعد للبورنو].
ومعنى القاعدة: أن الشيء إذا كان مشغولا بحق من الحقوق أو حكم من الأحكام فلا يمكن شغله بحق آخر, أو إيراد حكم آخر عليه يكون سببا في إسقاط الأول أو حصول خلل فيه حتى يفرغ من هذا المشغول به, لأن المحل لا يحتمل أمرين أو حكمين في آن واحد يتنافى أحدهما مع الآخر. فالمأموم مثلا مأمور بالاستماع والإنصات لقراءة الإمام فيما يجهر فيه؛ لقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204],
وبناءً عليه تسقط عنه قراءة الفاتحة في الجهرية عند جمهور الفقهاء؛ لأنه مشغول بالاستماع, والمشغول لا يشغل، وكذلك لا يجوز إيراد عقدين على عين واحدة, في وقت واحد, إذا كان العقد الثاني مبطلا للأول، وكمن تلبس بأفعال الصلاة تحرم عليه أي أعمال سوى أعمالها، والمخطوبة لا تجوز خطبتها فضلا عن المعقود عليها.
وبناء على هذه القاعدة فإن المنصب الرئاسي في مصر مشغول، ولا يجوز شغله، فكيف إذا كان الرئيس مخطوفًا ومعتدى عليه قسرًا، ولا يعرف الشعب الذي اختاره أين طريقه؟! وعلى هذا فلو جاء رئيس آخر لا تنعقد له البيعة، ولا تترتب عليها آثارها، ولا يجوز للأمة أن تطيعه بل يجب عليها رفضه وإجباره على إعادة الحق لأهله.
2. الفساد الكبير الذي يترتب على إقرار اغتصاب السلطة وتمرير الانقلاب:
في تاريخنا السياسي جرت محاورة بين عثمان وبين عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما ، حينما استشاره الخليفة ليستأنس برأيه ، فيما يطلبه المتمردون من إقالة عثمان عن الخلافة ، فحينذاك قال ابن عمر: إذا خلعتها ، أمخلد أنت في الدنيا؟ قال عثمان: لا .
قال: فإن لم تخلعها؟ هل يزيدون على أن يقتلوك؟
قال: لا. قال: فهل يملكون لك جنة أو ناراً؟
قال: لا. قال: فلا أرى لك أن تخلع قميصًا قمصكه الله، فتكون سنة ، كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه.
هذا هو فقه الصحابة في تقدير عواقب الأمور ومآلات التصرفات، فالاستجابة للحركات الانقلابية في الإطاحة بإرادة الأمة وحريتها يترتب عليه فساد كبير وشر مستطير، ويكفي فقط أن تكون هذه سنة قابلة للتكرار، فينقلب هذا على ذاك، وذاك على هذا، وتعيش البلاد في دوامة لا تخرج منها، وتتعطل مصالح العباد، وقد جاءت الشريعة الإسلامية لجلب المصالح ودفع المفاسد، بل جعل أئمة مقاصد الشريعة جميعا، ومنهم العز ابن عبد السلام، دفع المفاسد من جملة المصالح، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وَالشَّرِيعَةُ جَاءَتْ بِتَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا". [مجموع الفتاوى: 1: 265].
وقال الإمام ابن القيم في كلام شهير: "والشريعة مبناها وأساسها يقوم على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها, ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى البعث، فليست من الشريعة وإن دخلت فيها بالتأويل). [إعلام الموقعين: 3/3].
كما أن علماء المقاصد يقولون بتنزيل الفساد المتوقع منزلة الواقع وبخاصة إذا تأيد بأمارات وأيدته التجارب.
فأي عدل وأي رحمة وأي حكمة وأي مصلحة في إقرار الانقلاب على رئيس مختار من الأمة، وقيام الخونة بتولي أمر الناس وهم له كارهون؟!
كما أن ما جرى في مصر من عزل للرئيس الشرعي بقوة السلاح هو مخالف للأعراف الدولية والمواثيق الأممية الحاكمة (بالعرف) في العزل والتولي.

3. كل تصرف تقاعد عن تحصيل مقصوده فهو باطل، وما بني على باطل فهو باطل:
تقرر في كلام الفقهاء والقانونيين أن ما بني على باطل فهو باطل، وأن أي فعل أو قول أو تصرف لم يقدر على النهوض بتحصيل مقصوده فهو باطل، قال ابن عبد السلام: "(قَاعِدَةٌ) كُلُّ تَصَرُّفٍ تَقَاعَدَ عَنْ تَحْصِيلِ مَقْصُودِهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، فَلَا يَصِحُّ بَيْعُ حُرٍّ وَلَا أُمِّ وَلَدٍ، وَلَا نِكَاحُ مَحْرَمٍ، وَلَا مُحْرِمٍ، وَلَا إجَارَةَ عَلَى عَمَلٍ مُحَرَّمٍ، فَإِنْ شُرِطَ نَفْيُ الْخِيَارِ فِي الْبَيْعِ صَحَّ عَلَى قَوْلٍ مُخْتَارٍ لِأَنَّ لُزُومَهُ هُوَ الْمَقْصُودُ وَالْخِيَارُ دَخِيلٌ عَلَيْهِ". [قواعد الأحكام: 2/ 143].
ولا شك -شرعا وقانونا- أن كل ما بني على الانقلاب فهو باطل، لأن الانقلاب باطل، وأي عمل أو تصرف يأتي بعد هذا لن يحقق أمنا، ولن يحقق استقرارا، ولن يقيم عدلا قبل أن تعود الشرعية ويقام القصاص لأولياء الدم، فلن يهدأ أهالي الشهداء والمعتقلين، ولا المطاردون، ولا ذوو المحكومين ظلما بالإعدام والتأبيد قبل أن يقتصوا من المجرمين والظالمين والجائرين، سواء أكانوا من أهل الفتوى أم من أهل القضاء أم من أهل الحكم والسياسة.
4. العدالة شرط في تولي الإفتاء والقضاء فكيف بالحاكم؛ فضلا عن المنقلب:
ومن الأدلة على ما ذهبنا إليه أن المفتي أو القاضي إذا لم يكن عدلا فلا يجوز له أن يفتي حتى لو كان فقيها، ولا يجوز للقاضي أن يقضي حتى لو كان من أهل القضاء، وإذا أفتى المفتي أو قضى القاضي وهما غير عدلين فلا تنفذ الفتوى ولا القضاء، وقد عدد الماوردي وغيره صفات القاضي في الإسلام، وذكروا منها العدل، وإن انخرم من هذه الصفات وصف منع من الشهادة والولاية فلم يسمع له قول ولم ينفذ له حكم. [الأحكام السلطانية: 112].
وشرط الفقهاء العدالة في الشهادة، كما اشترط المحدثون العدالة في رواية السنة، وهو أمر واضح ومعروف.
وإذا كان هذا بشأن القاضي أو المفتي أو الراوي أو الشاهد، وهي أمور جزئية لا تطال الأمة كلها في وقت واحد غالبا، فكيف بحال الحاكم الذي يتولى شئون أمة، وربما يتأثر بحكمه منطقة بأسرها؟!
ولهذا وجدنا الفقهاء والمفسرين وعلماء السياسة الشرعية يقطعون بهذا الشرط في باب الولاية والحكم، وقرروا أن الفسق العارض يمنع عن الإمامة بقاء كما منع عنها ابتداء لأن المنافاة بين الوضعين متحققة في كل آن، فكيف بالقاتل الخائن الكاذب؟! [انظر: شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني (5/474)، والسيل الجرار للشوكاني (4/477-478)، وتفسير القرطبي (1/270)].
وأي عدالة توفرت لوزير الدفاع السابق الذي كذب على الرئيس المنتخب، وكذب على رئيس وزراء مصر الشرعي د. هشام قنديل، وكذب على رئيس مجلس الشورى، وكذب على د. محمد سليم العوا، وكذب على المصريين جميعا، ولا يزال يكذب في حواراته وتصريحاته ويتحرى الكذب؟!
أي عدالة توفرت فيه وهو الذي أشرف وشارك في قتل آلاف الشعب المصري، واعتقل وجرح عشرات الآلاف، وطارد – ولا يزال - الشرفاء وأبناء مصر الأحرار داخل مصر وخارجها؟!
هذه العدالة تشترط في المترشح في الظروف الطبيعية، وفي الترشح الطبيعي، والاختيار الطبيعي، فكيف إذا انضاف لذلك أنه منقلب على إرادة الأمة، ومصادر لحريتها في الاختيار، ومبدد لدستور الشعب ومجلس شوراه، وخاطف للرئيس المنتخب الذي لا يعرف الشعب له طريقًا؟!! لا شك أن الأمر يكون هنا أشد حرمة وأعظم مفسدة، وأكبر ضررا، وهذا يحملنا بكل اطمئنان على القول: إن وزير الدفاع المعين من الرئيس المنتخب، لا يجوز له أن يترشح حتى لو كان عادلا، ولا تنعقد له ولاية لو افترضنا عدله.
وبناء على ما سبق فإن رابطة علماء أهل السنة في مصر، تفتي بكل اطمئنان أنه يجب على الشعب المصري شرعًا أن يرفض هذه الانتخابات وأن يقاطعها، وألا يذهب ليبطل صوته لأن المقصود هو الحشد للتصويت لشرعنة الانقلاب، وألا يعترف أحد بنتائجها، ولا يجوز لأحد أن يترشح فيها، ولا لقاضٍ أن يشرف، ولا لموظف أن يتعاون؛ إذ البيعة الصحيحة معقودة لرئيس موجود، بل مخطوف قسرا، وإذا تولى أحد فلا طاعة له ولا ولاية، ولا يجوز لمسلم أن يعقد بيعتين لأميرين في آن واحد بل المتقدم للرئاسة بعد انعقاد بيعة للأول يجب قتله بنص حديث مسلم سالف الذكر: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه".
ومن بايع الثاني مع بيعة الأول فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، ورضي عما فات من جرائم ومذابح، وهو في حكم المشارك فيما سيأتي من منكرات وجرائم، وسن سنة سيئة يحمل وزرها ووزر ما يترتب عليها إلى يوم القيامة، ومسئول مع من سيسأل عن كل تأخير يحدث لمصر أكثر من هذا، وما لذلك من آثار محلية وإقليمية وعالمية على الإسلام والمسلمين، وسيترتب على هذا من المفاسد والكوارث في حياة الناس وأخراهم ما الله به عليم.
وترى الرابطة شرعًا أنه يجب على الشعب المصري أن يستمر في ثورته لاسترداد حريته ودستوره وكرامته، ولا يتراجع عن ذلك حتى يتم له القصاص العادل، ويعود الجيش إلى أداء دوره المنوط به، ويعيش المصريون في ظل الشرعية والحرية والأمن والاستقرار.

قصف بنغازي والحكومة تتحدث عن محاولة انقلاب





أكدت مصادر محلية في مدينة بنغازي الليبية لمراسل الجزيرة أن 18 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 93 آخرون في اشتباكات بين كتيبة 17 فبراير التابعة للثوار وعسكريين منشقين تابعين للواء المنشق خليفة حفتر.
وقد وصفت الحكومة الليبية تصرفات القوات العسكرية التابعة لحفتر بغير الشرعية. ودعا رئيس أركان الجيش الثوار للتصدي لتلك التصرفات.
وقال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني إن القوات المسلحة التي تحركت صباح الجمعة في مدينة بنغازي بعضها تحت راية الجيش الوطني كانت مخالفة الأوامر العسكرية وخارج نطاق الشرعية.
وخلال مؤتمر صحفي قال الثني إن محاولة استغلال الوضع الأمني في تحركات عسكرية خارج نطاق الشرعية هو "انقلاب" على الثورة والدولة.
وأكد أن عهد الانقلاب والدكتاتورية قد ولى إلى غير رجعة، مشددا على أن التسبب في القتال في بنغازي يعرقل بشدة جهود بسط الأمن لتنفيذ القانون والأوامر الصادرة من أجل القضاء على الإرهاب والخارجين عن القانون.
وطالب الثني كتائب الثوار بضبط النفس والتحرك وفقا للأوامر وعدم مخالفتها حفاظا على وحدة ليبيا وأمنها.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الليبي عبد السلام العبيدي إن القوات التي شاركت في أحداث بنغازي اليوم خرجت دون أوامر من رئاسة الأركان, وأضاف في تصريح للجزيرة إن قاعدة بنينا الجوية في بنغازي أصبحت خارج سيطرة الدولة.
وبالنسبة للطائرة الحربية التي خرجت الجمعة وقصفت مواقع في بنغازي قال إنها خرجت بدون علم قيادة الجيش أو الحكومة، مضيفا أن القوات التي تحركت في بنغازي الجمعة سواء من الجو أو من البر ومن دون علم القيادة سيطالها القانون.

محاولة انقلابية
وفي اتصال مع الجزيرة أكد القائد العسكري في كتيبة 17 فبراير محمد حسن زوي أن الأحداث التي شهدتها بنغازي في الساعات الماضية هي انقلاب مدبر، سبق التنبيه إليه. وأضاف زوي أنه سيتم الرد على هذه التهديدات بقوة السلاح.
وحسب مراسل الجزيرة في بنغازي أحمد خليفة، فإن طائرة ليبية موالية للواء حفتر انطلقت من مطار بنينا العسكري قرب بنغازي وقصفت معسكرا لكتيبة 17 فبراير التابعة للثوار ومواقع لكتيبة أنصار الشريعة، بستة صواريخ نوع سي فايف "C5"، ولم يسفر القصف عن أي خسائر داخل المعسكر.
وإثر القصف شهدت بنغازي استنفارا واسعا للثوار ونزوحا لسكان المناطق التي قصفت. كما وقعت مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة وقوة يقودها حفتر الذي قال إنه أطلق عملية "كرامة ليبيا" لتطهير مدينة بنغازي شرقي البلاد من "المجموعات الإرهابية".
من جهته، قال مدير مطار بنغازي الدولي إن السلطات الليبية أغلقت المطار الجمعة بسبب الاشتباكات.

وقال مدير مطار بنينا الدولي في بنغازي إبراهيم فركاش إن السلطات أغلقت المطار لضمان أمن وسلامة المسافرين نظرا لوقوع اشتباكات في المدينة، وأضاف أن إعادة فتح المطار ستعتمد على الوضع الأمني.

حفتر قاد محاولة انقلاب فاشلة في فبراير/شباط الماضي (الجزيرة نت-أرشيف)
عملية تطهير
وبررت القوات التابعة لحفتر ما قامت به الجمعة بأنها بدأت تنفيذ عملية "كرامة ليبيا" التي تستهدف "التكفيريين والعصابات الخارجة عن القانون في بنغازي".
يذكر أن حفتر عقيد سابق بالجيش الليبي في عهد القذافي وأحد أبناء قبيلة "الفرجاني"، كلف عام 1986 بقيادة القوات الليبية في حرب ليبيا ضد تشاد حيث مني بهزيمة ووقع بالأسر.

ونقل عام 1990 مع أسرى ليبيين آخرين إلى ولاية فرجينيا الأميركية, ثم عاد إلى ليبيا بعد اندلاع ثورة 17 فبراير وشارك في القتال ضد القذافي.
وفي 14 فبراير/شباط الماضي حاول القيام بانقلاب عسكري ضد الحكومة لكن المحاولة باءت بالفشل.
يشار إلى أن مدينة بنغازي تشهد هجمات يشنها مسلحون على قوات الأمن والجيش ورجال القانون والإعلام والنشطاء السياسيين بسبب انتشار المليشيات المسلحة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد بصفة عامة منذ الإطاحة بالقذافي وقتله عام 2011.

الثلاثاء، 13 مايو 2014

بالصور.. مترو الأنفاق يعيد اسم مبارك على محطة الشهداء










أعادت هيئة مترو الأنفاق على موقعها الإلكترونى اسم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بدلا من محطة الشهداء الذى تم تغييره بعد ثورة 25 يناير حيث كان اسم المحطة سابقا "محمد حسنى مبارك".

وبالبحث فى جميع الخرائط التى تم وضعها على الموقع تجد أن اسم محطة المترو المتواجدة برمسيس هو مبارك بدلا من الشهداء، وهو الاسم الحالى لها.

يذكر أن أبناء مبارك قامو من قبل بعد تغيير اسم المحطة من مبارك إلى الشهداء قاموا بالشطب على اسم المحطة وكتبو اسم مبارك مرة أخرى. 

الأحد، 11 مايو 2014

واشنطن بوست: حملة السيسي..رقص وغناء ليس برنامجاً




الأحد, 11 مايو 2014 17:02

سلَّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على المؤتمر الرسمي لحملة  المرشح الرئاسي، المشير عبد الفتاح السيسي، والذي انعقد أمس باستاد القاهرة، في غياب المشير.
وقالت الصحيفة في تقريرٍ نشرته على موقعها الإلكتروني،: "المؤتمر ساده جو من الغناء والتهليل والرقص بدلاً من أن يحضر السيسي ويتحدث عن خططه وبرنامجه الانتخابي، وعدم حضوره ربما يكون دليل قوي على ثقته في أنه هو الرئيس القادم لا محالة".
وأضافت:"هناك حالة من الانقسام بين الناس حول ما حدث أمس، فأنصار المشير لا يجدون غضاضة في عدم حضوره، فهو يحبون السيسي ويرون أنه لا يحتاج لعمل مثل هذه المؤتمرات والحملات، ولكن البعض غضبوا مما حدث، ورأوا أنه لا جدوى من هذا المؤتمر".
ونقلت الصحيفة عن المواطن سيد إبراهيم، قوله:"لم أر هذا الحدث من قبل، حملة انتخابية تنطوي فقط على الرقص والغناء".
واعتبر تقرير الصحيفة أن الانتخابات الحالية تختلف بشكل كبير عن سابقتها، التي انتهت بتولي الرئيس المعزول، محمد مرسي، لحكم البلاد، مشيرةً إلى أن الانتخابات الماضية خاضها متنافسون كثر، فضلاً الدعاية الانتخابية، التي كانت على أوجُّها، بحسب الصحيفة.

المخترع الصغير بعد منعه من السفر: "اتعرفوا عليّ كأني محمد بديع"





منعت السلطات المصرية الطالب عبد الله عاصم، المعروف إعلاميًا بـ"المخترع الصغير" من السفر، وقامت باحتجازه في المطار، وهو في طريقه للمشاركة في مسابقة "انتل" بولاية كاليفورينا الأمريكية، التي يمثل فيها عبد الله مصر، رغم أنه ليس مدرجًا على قوائم منع السفر أو مطلوبًا في قضايا.
 وقال عاصم، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه عند دخوله المطار وجد قوات الأمن الوطني في انتظاره، قائلًا في إشارة إلى مرشد جماعة الإخوان المعتقل.
كانت النيابة العامة قررت إخلاء سبيل الطالب عبد الله عاصم، ممثل مصر في مسابقة شركة "إنتل" العالمية والمعروف بالمخترع الصغير، بعد اتهامه برفع شارة "رابعة العدوية"، والتظاهر بدون تصريح بكفالة مالية قدرها 5 آلاف جنيه.
واعتقلت قوات الأمن عبد الله عاصم مساء 25 إبريل الماضي، من ميدان التحرير (وسط القاهرة)، حيث قال مصدر أمني وقتها إنه كان يرفع شارة "رابعة"، ويلتقط الصور بتلك الإشارة، في الوقت الذي قال فيه إن الشرطة ألقت القبض على نجله بعد مشاجرة مع ضابط بأحد مقاهى وسط القاهرة، وعقب القبض على عبد الله، تم ترحيله إلى مقر إقامته بأسيوط، وأمرت النيابة العامة بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
يذكر أن إلقاء القبض على عبد الله أثار ضجة إعلامية وحقوقية كبيرة بمصر، سواء من المعارضين للسلطات الحالية أو المؤيدين لها، الأمر الذي دفع محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم للمطالبة بالإفراج عنه.
وعبد الله عاصم، طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة دار حراء الإسلامية بأسيوط، ونجح العام الماضي فى تصميم نظام إلكتروني يتيح للمعاقين استخدام الكمبيوتر عن طريق حركة العين.
ورشحت شركة "إنتل" العالمية، عبد الله، لتمثيل مصر فى مسابقة نادي العلوم والتكنولوجيا الدولية، بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، فى منافسة تضم أكثر من 60 دولة أخرى، وتحكمها لجنة تضم عددًا من الحاصلين على جائزة نوبل فى العلوم.

الجمعة، 9 مايو 2014

السيسي في مرحلة المرأة تحيض.. والرجل لا يحيض!




آن لابن عزوز أن يمد قدميه!

فلا أخفيكم سراً يا قراء، أنني فوجئت بالأداء البائس، لعبد الفتاح السيسي في المقابلة التلفزيونية التي أجراه معه الأخوين لميس؛ لميس الحديدي وإبراهيم عيسي!.

وهذه المفاجأة بالأداء، لم تكن من إنسان كان يظن في المتحدث ما يظنه عوام المعجبين به، فلم تخدعني خطاباته الانقلابية، فقد قلت منذ اللحظة الأولي أنه محمد حسنين هيكل يطل علينا، ومثلي يستطيع أن يميز أسلوب الكتاب. والمدرسة الصحفية المصرية هي في الأصل والفصل مدرسة الأسلوب.

كما أنني أعرف أن اختفاء الرجل المتكرر سببه، أنه لا يوجد لديه ما يقوله، وهو عندما يظهر في المشهد فان كلامه مفككاً، وعباراته منكوشة، وجمله ليست مستقيمة ولا تستطيع أن تصلب طولها. وحتى في مجال الحب وهو تخصصه الدقيق، لم يقل شيئاً ذا قيمة. والمتصوفة تكلموا في الحب لكن بفلسفة عميقة. ولم يبلغ جهده في الحديث فيه تفسيرات المطرب محمد فؤاد، وهو يشرح معني الحب الحقيقي.

وقد أنشد أحد المتصوفة الكبار: الحب وحدنا، فصرنا نبضة يمضي بها عبر الحياة كلانا.

بيد ان السيسي وهو يتحدث في الحب لم يقدم رؤية فلسفية كما المتصوفة، أو تفسيرات منطقية كمحمد فؤاد. وهو يظن لمجرد أنه تحدث من بين الضلوع، أنه اثبت أن ينبوع حنان تفجر في منطقة الشرق الأوسط.

كان رأيي منذ البداية، أن السيسي ليس صاحب رؤية سياسية، أو فهم اقتصادي، أو وجهة نظر في الحياة، تمثل له مرجعية في الحكم، أو في ممارسة السياسة.

ومع كل هذا الفهم السابق لحقيقته إلا أنني فوجئت بهذا المستوي المزري، الذي لا يصلح معه أن نناقشه، فالوسيلة الوحيدة للتعاطي مع ما قاله وما بدا عليه، هو أن نلطم الخدود، و نشق الجيوب، وأن ندعو بدعاء الجاهلية، علي مصير مصر و"سوء بختها"، ولأن يكون هذا الشخص الفارغ من المضمون، هو الذي قاد البلاد إلى الكارثة التي نحياها، علي تواضع قدراته!.

يطلق علي البعض أحيانا لقب " الكاتب الساخر"، وأعتقد أن هذه الرجل قادر بمقابلة تلفزيونية واحدة كل شهر، أن يحيل عموم الكتاب الساخرين في الوطن العربي وضواحيه، للتقاعد، لأنه وهو في قمة الجدية، يفعل في الناس مالا يحققه عموم الكتاب الساخرين في المنقطة، من إثارة للهجة، واستدعاء الابتسامات للشفاه.

لقد وصلت السخرية مداها، عندما سئل عن برنامجه لمواجهة قضية البطالة، فإذا بنا نكتشف أن الأمر بسيط للغاية، وأنه يمكن أن يتم شراء ألف سيارة بتمويل من أحد البنوك، وكل سيارة يعمل عليها ثلاثة من الشباب المتعطل، فيشتروا فاكهة من سوق العبور ويقوموا ببيعها لحسابهم.. فتحل مشكلة البطالة!.

كان الرجل مدهشاً وهو يتحدث عن أمور بدت كما لو كانت اختراعات توصل إليها بعقليته " المعملية الفذة"، وكأنه اكتشف قيام البنوك بالتمويل، وكأنه اخترع " سوق العبور" بيد أن الأزمة في أن عدد المتعطلين ليس ثلاثة آلاف مواطن لكنهم تجاوزوا العشرة ملايين نسمة. ولو أن هذا الكلام ضمن برنامج لمرشح للمجالس المحلية لاتخذه الناس هزواً. فما بالنا وصاحبنا مرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية؟!.

وفق نظريته في حل مشكلة البطالة قام السيسي بحل أزمة الكهرباء التي حالت دون مشاهدة كثيرين لمقابلته " المسجلة"، فقد كانت الكهرباء غائبة عن بيوتهم، وهو انقطاع صار عنوان مرحلة الانقلاب. 

فقد تفاقمت الأزمة بشكل لافت، مع أن الرئيس محمد مرسي الذي قيل أن سبب انقطاع الكهرباء في عهده راجع الي تهريبه الكهرباء إلى أهله وعشيرته في غزة، لم يعد يحكم، ولم يعد بالتالي يقوم بتهريب الكهرباء إلى إخوانه في حركة حماس.

فقد كان اكتشاف السيسي في "اللمبة الموفرة"، وهي اختراع قديم، عمره عشر سنوات تقريباً، لكن السيسي يبدو أنه سمع بها لأول مرة، فنظر إليها باعتباره اكتشافاً لا يقل عن اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح. ومن ثم فقد أكد أنه للقضاء علي أزمة انقطاع الكهرباء يكون باستعمال " اللمبات الموفرة". 

لكن فاته أن اللمبة الموفرة لن تقوم مقام السخان، أو مبرد الهواء، أو الثلاجة، أو الغسالة، إلى ما إلى ذلك.

وهذا الاكتشافات التي تحدث عنها السيسي ذكرتني بالأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح، في مرحلة النشأة والتكوين، عندما كان أن يؤكد أن المرأة تحيض والرجل لا يحيض.. باعتبار أن هذا اكتشاف هو صاحب امتيازه حصرياً والسيسي في مرحلة الرجل يحيض والمرأة لا تحيض، وعندما يصل إلى مرحلة الكتاب الأخضر، سيكون في مرحلة النضج الفكري والبدني!.

بعد إذنكم يا قراء، لقد آن لابن عزوز أن يمد قدميه. 

حكم العسكر.. من السد العالي إلى اللمبة الموفرة




كما يحدث دائماً عندما تنهار منظومة، فإنها تبدأ قوية ومحكمة إلى حد كبير ثم تبدأ في الأفول ويمكن تشبيه الموضوع بزواج الأقارب، في بيئة مغلقة، ففي نهاية الأمر تنتج هذه الزيجات مواليد مشوهين مصابين بعيوب خلقية، ويبدو أن حظ جنرال الانقلاب من الكاريزما التي كانت لسابقيه انعدمت تماماً كما جاءت مرتبته بينهم متأخرة، فعبد الناصر ذلك الطاغية الذي أسس حكم العسكر، كان قارئاً جيداً وكان واسع الثقافة ويمتلك قدرة على التأثير في الآخرين وذكاء في التعامل مع وسائل الإعلام، وزاد من قدرته على التأثير طوله وصوته العميق ( أقول هذا مع قناعتي أن عبد الناصر كان صنيعة الغرب ولكن هذا من قبيل التحليل المنصف ) كان الانجاز الذي قدمه عبد الناصر للمصريين هو ادعاءه أنه قام بثورة على الفساد وخطط لها وما إلى ذلك مما يعرفه الجميع، ثم جاء بعده السادات وكان هو الآخر طويل القامة، وينتمي إلى تنظيم الضباط الأحرار وكان يمتلك فصاحة وقدرة على مخاطبة الشعب، وجرأة في التجول بين الناس بحرية وكان محبوباً من قطاع لا بأس به من المصريين وكان الانجاز الذي قدمه للمصريين هو أنه كما كانت تقول وسائل إعلامه ( بطل الحرب والسلام )، كان انجاز حرب اكتوبر هو ما قدم به نفسه للشعب. 

وحتى المخلوع قدم نفسه للمصريين باعتباره صاحب الضربة الجوية الاولى, وكان وجوده إلى جوار السادات قد منحه بعض الخبرة في إدارة شؤون مصر على الرغم من أنه كان مسؤولاً عن إشعال البايب للسادات، ولكنه كان يخاطب المصريين في أول عشر سنوات من حكمه بطريقة مقبولة لدى الشعب وقتها ويبدو بها كرئيس جمهورية، وعلى الرغم من أن المخلوع، كان أقصر من سابقيه الا انه كان متوسط الطول، إذن قدم الثلاثة أولاً شرعية الإنجاز العسكري ( ثورة – حرب – دور وظيفي في حرب )، بالإضافة إلى المواصفات الجسمانية المقبولة، وهي من بقايا فلسفة الحكم الفرعونية القديمة.

في ضوء هذه المعايير يرسب جنرال الانقلاب، فهو أقلهم ذكاءاً على الاطلاق فهو متلعثم، لا يستطيع تكوين جملة واحدة لها معنى متماسك، غير قادر على مخاطبة الجماهير، ضعيف التركيز، ومن الناحية الجسمانية فهو أقلهم، فهو يفتقد للمظهر المقبول بشكل واضح ويبدو كقزم لا تطول قدماه الأرض عندما يجلس، ولذلك نجد آلة الدعاية تحاول تصويره على أنه الرجل الوسيم الذي يخطف قلوب النساء، وهو ما آثار سخرية المصريين ووضعه في مرمى مواقع التواصل الاجتماعي فصمم له المصريون الهاشتاج الشهير، كذلك حاول اصطناع انجاز عسكري، فأطلق تصريحات عن اجتياح الشقيقة الجزائر، مما آثار غضباً عارماً تجاهه ثم ما لبث هذا الغضب أن تحول إلى غضب ممزوج بالسخرية بعد قيام الصحف السودانية بنشر اسماء ضباط وجنود من الجيش المصري أسرتهم ميليشيات المعارضة وهم يقاتلون إلى جانب سلفا كيير في جنوب السودان. 

من ناحية أخرى اعتمد الرؤساء منذ الستينات لتثبيت اركان حكمهم على تقديم إنجاز هندسي أو معماري للمصريين على غرار الأساليب التي كان ينتهجها حكام مصر الفراعنة, فعبد الناصر قدم السد العالي، والسادات قدم إعادة فتح قناة السويس، بينما قدم المخلوع بناء الكباري ومترو الانفاق، أما جنرال الانقلاب، فظهر بصورة فقيرة مثيرة للشفقة فعلاً، بالإضافة إلى انعدام الرؤية بالكامل لديه وضحالة تفكيره، نجده يعرض حلولاً مضحكة آثارت موجات من السخرية لدى المصريين، فالبطالة حلها لديه 1000 عربة لبيع الخضروات وحل مشكلة الفقر في تقسيم رغيب الخبز إلى اربعة أجزاء، أما التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء، فتوصلت عبقريته إلى حلها عن طريق اللمبات الموفرة، وهكذا بدأ حكم العسكر في مصر بالسد العالي وانتهى باللمبة الموفرة.

فنانو الغرافيتي في العالم يتّحدون ضد جرائم السيسي




بدأ رسامو الغرافيتي أو اللوحات الجدارية العالميين من أصحاب الرسالة السياسية، حملة ضد عبد الفتاح السيسي حيث أخذوا يدخلون في رسومهم رمز "السيسي مجرم حرب".

 وصعد الرسامون المعروفون بلوحاتهم الجدارية في مصر وأوروبا والولايات المتحدة من احتجاجهم على أفعال الرئيس المرتقب لمصر، الجنرال السيسي وبدأ رسامون مثل سامبسا وجنزير وكابتن بوردرلاين والرسامة مولي كراب أبل، بإدخال شعارات تدين السيسي بجرائم حرب في رسومهم الجدارية في المدن الأوروبية والأمريكية وشمال أفريقيا. ويقول الرسامون إن مبادرتهم تهدف لتشجيع انتقاد دولي قاس لتصرفات الجنرال السيسي. 

وتقول صحيفة "الغارديان" في تقرير لها عن المبادرة إن قادة الدول العالمية يتقبلون قائد الجيش السابق رغم أنه يقود مصر نحو مرحلة أكثر قمعا عندما أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو.
 
ونقلت عن الفنان المصري جنزير (محمد فهمي) الذي اشتهر عالميا بعد ثورة عام 2011، قوله: "نأمل أن تغير هذه الأعمال الموقف من السيسي".

وأضاف: "استطاع السيسي على ما يبدو خداع المجتمع الدولي بسهولة (بادعاء) أن غالبية المصريين يقفون معه، وكل الصور التي تبث للعالم تظهر ميدان التحرير وقد امتلأ بمؤيدي السيسي، بدون إظهار الجانب الآخر إلا إذا كانوا من  الإخوان. ولكن هناك الكثير من الناس يخرجون لمعارضة النظام وليسوا جزءا من الإخوان المسلمين".

ولفت التقرير إلى أن مؤيدي السيسي قد يناقضون ما يقوله الفنان جنزير؛ وكما هو معروف في داخل مصر، فإن السياسيين الأجانب والصحافيين وقفوا ضد الحكومة التي نصبها السيسي في الصيف الماضي.

لكن جنزير وزملاءه يشعرون بأن المجتمع الدولي لم يفعل إلا القليل لوقف أفعال السيسي، بل استسلم لفكرة فوزه في الانتخابات وسيصبح رئيسا في الشهر المقبل، ويعتقدون أن هناك الكثير مما يمكن عمله من أجل التخلص من هذه اللامبالة، و"لن يكون باستطاعة أي رئيس مصري البقاء في الحكم بدون دعم الساسة الدوليين".

وكان الفنان الغرافيتي الفنلندي سامبسا، أول فنان يرسم أعمالا معادية للسيسي خارج مصر، ويعرف بأعماله التي تدافع عن حقوق المؤلف. وقام سامبسا برسم مشهد ظل يشير لجثث المصريين القتلى على عتبات باريس ونيويورك. كما أن لدى الفنان الفرنسي ليفاليه والخطاط التونسي "السيد"، إضافة إلى كابتن بوردرلاين وغيرهم، أعمال يخططون لرسمها لأهم مهرجان أوروبي لفنون الشوارع، ويخططون للتعاون مع جنزير لرسم لوحة جدارية في ميونيخ.

 وستقوم فنانة الشوارع التي تقيم في نيويورك مولي كراب أبل، برسم عمل استهلمته من صور المعارضين المصريين الذين وضعوا في أقفاص أثناء جلسات الإستماع في المحكمة.

ونقلت عن كراب أبل قولها: "أشعر بالقرف على الطريقة التي تم فيها اختطاف الثورة المصرية من ديكتاتورية عسكرية مجرمة، وكان هذا بطرق أخرى أسوأ من الإطاحة بمبارك".

ويقول التقرير إن جنزير وغيره من الفنانين المصريين، مثل زفت وعمار أبو بكر، سيواصلون رسوماتهم المعارضة للإستبداد في القاهرة رغم عملهم  في ظل وضع محفوف بالمخاطر، وهو عامل يقول فنانو الشوارع في العالم إنه دفعهم للتضامن معهم.

ويقول سامبسا عن ظروف عمل زملائه المصريين: "هؤلاء الرجال هم رواد لفن الشوارع السياسي المعاصر.. فالنجوم (خارج مصر) لا يهتمون كثيرا بتغيير  أي شيء هذه الأيام، لكن الرجال في مصر لديهم هدف، ويعملون جنبا إلى جنب مع النشاط السياسي".

وكانت جدران الشوارع في مصر قد امتلأت بالرسوم الجدارية والشعارات بعد الإطاحة بمبارك في شباط/ فبراير 2011، وانتشرت الرسوم في كل أنحاء العالم ونظر إليها على أنها دليل على منجزات الثورة المصرية.

وفي الأشهر التي أعقبت الثورة لم تكن مهمة رسام الغرافيتي سهلة، حيث قامت السلطات بمسح الصور، فيما كان السكان الشاكون بغسل الصور ومحوها بالماء. ولكن، كما يقول جنزير، إن الوضع لم يكن صعبا كما هو الآن، فقد زادت السلطات من مراقبة الفضاء العام وأصدرت قانونا يقيد  النشاطات، كما أن مواقف الرأي العام العدوانية جعلت الكثير من الفنانين أكثر حذرا.

ويضيف جنزير، أن "الإنتاج الآن أصبح قليلا، وهناك البعض ممن لا يزالون يرسمون، ولكن ليس بنفس التدفق الذي شاهدناه في عام 2011 عندما ظهرت أعمال جديدة كل أسبوع". 

وكان جنزير قد اعتقل عام 2011 عندما وضع ملصقات معادية للجيش في الأماكن العامة.

مثل غيره من الفنانين رسم جنزير أعمالا ضد الإخوان المسلمين، ولكنه يخشى من ردة فعل الرأي العام وربطه بالإخوان المسلمين، فيقول: "في اللحظة التي تُشاهد فيها في الشارع يتم ربطك بالإخوان المسلمين، ويتم الاعتداء عليك بسهولة إلا إذا أقنعتهم بأنك تقوم برسم لوحات مؤيدة للجيش، وعليه فإن من الصعوبة بمكان  رسم أعمال معارضة".

ولحماية أنفسهم، قام هو وغيره بتطوير أسلوب يقومون من خلاله بإضافة تفاصيل معارضة للديكتاتورية في المرحلة الأخيرة من العمل.

ففي أثناء رسمه لوحة جدارية في شارع محمد محمود المشهور بلوحاته الجدارية، أقنع جنزير أحد المارة بأن ما يقوم برسمه هو جندي يقف إلى جانب كومة من الجماجم، يبكي على موت الجنود الأبرياء، ولكنه وفي اللحظة الأخيرة أضاف دما لفم الجندي وكتب على الصورة عبارة "الجيش فوق الجميع"، حيث أصبحت الصورة تعني معنى معارضا للنظام.

الخميس، 8 مايو 2014

اتحدوا أو انسوا! - زين العابدين توفيق






وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون. الكل تحسس مسدسه لكن بعدما استقرت الرصاصة في جسده. ذلك أن فرقاء الثورة المصرية الذين يحاولون لملمة شتاتها وشتاتهم الآن، هم الطرف الثالث والأول والثاني والوحيد الذي يحمل وزر وصول مصر وشعبها وثورتها إلى هذا المآل.


من العبث أن ألوم الطرف الآخر، وهو الجيش والشرطة وفلول نظام مبارك وشبكة فساده أنهم نجحوا حين فشل الآخرون. ومن السفه اتهام الدولة العميقة بإفشال الثورة فهي لم تخف يوما أنها ضدها ولا تريد أن تسمع سيرتها. ولا لوم على الطبقة المتغلبة في مصر أنها تمقت باقي الطبقات وتترفع أن يحكمها الفقراء والفلاحون لإن شركاء الثورة من أبناء هذه الطبقة لم يكونوا أقل ترفعا ولا أكثر تواضعا.


ولا لوم على الشعب الذي اتهم بالجهل في كل خياراته. حين اختار الثورة في يناير وصفه أزلام مبارك بأنه غير جاهز للديموقراطية كما لو أنه فتاة في خدرها يخشى عليها أبوها الباشا من أن يلعب بعقلها الصبيان. وحين اختار الإسلاميين في خمس انتخابات ظنا منه أنهم بتوع ربنا وسيطهرون البلد من ظلم مبارك وفساده، اتهم بانه شعب طفس يبيع صوته من أجل سكر الإخوان وزيتهم، وحين ثار على الإخوان بعدما فشِلوا أو أُفشلوا اتُّهم بأنه شعب من عبيد البيادة يقبل أيدي جلاديه.


وهذا لا يعني بالضرورة أن الشعب كان يتحرك ككتلة واحدة متجانسة في المرات الثلاث. فقد كان الكثيرون يرون ثورة يناير مصيبة على الغلابة، لكنهم أعطوها فرصة علها تأتي بالخلاص، كما أن هناك كثيرين مع السيسي وكثيرين ضده الآن. لكن خيار الشعب في كل الحالات كان يجد من يحقره.


ثوار يناير يحاولون التجمع من جديد الآن، وقد جرت في مصر دماء غزيرة وفي العالم مياه كثيرة.. فمؤسسات الدولة كانت خائفة من الثوار وغير واثقة في قدرتها على احتواء الثورة، واضطرت لتقديم التنازل بعد الآخر حتى تخلت عن كرسي الفرعون لفلاح من الشرقية ينتمي إلى قوم كانوا ليلة بزوغ الثورة في غياهب السجون، وهو أمر لو تعلمون عظيم. هذه هي نفسها المؤسسات التي تزهو الآن بالإنتصار على الحالة الثورية الجامعة في مصر؛ ولم يكن انقلاب الثالث من يوليو إلا نتيجة هذا التقدير للموقف الذي وصلت إليه هذه المؤسسات. وتلحظ ذلك جليا من أحاديث مرشح الدولة العميقة عبد الفتاح السيسي ومن فريقه الانتخابي وإعلامييه الجدد. فهو لن يسمح بالتظاهر وسيقضي على الإخوان ويحل حزب النور؛ أي سيكسر العمود الفقري لأي ثورة قادمة. وتلحظه من أفعال إدارة الإنقلاب التي حلت حركة 6 إبريل وقبلها الإخوان وحبست وقتلت الثوار إسلامييهم وغير إسلامييهم.


ومن المشاهد التي أثارت الانتباه في بدايات الانقلاب، ما قاله اللواء محافظ بورسعيد لأئمة المساجد، ليس لأنه هددهم بالصفع إن لم يلتزموا بتعليماته، ولكن الأخطر هي الجملة التالية التي مرت مرور الكرام: "خلاص بقى انتهينا".. فأنتم يا ثوار يناير أمام دولة لا تخشاكم بعدما كفر بكم ظهيركم الشعبي لقلة وعي بعضكم وأنانية بعضكم وانتهازية بعضكم.


أما في الخارج فإن العالم الذي أبدى انبهارا بالثورة، وخرج أوباما ليقول إنها ألهمت العالم، وكاميرون ليقول أنها ينبغي أن تدرس في المدارس، هو صامت الآن لأنه يعرف أنكم في أشد حالات انكساركم. والعالم لا يتحالف مع المنكسرين. أجهزة الدولة العميقة نجحت هذه المرة بمعاونة حلفائها الأثرياء المؤثرين في السياسة الغربية أن تقنع صناع القرار على جانبي الأطلسي بأن يتركوا لهم التعامل هذه المرة بعدما اضطروا جميعا للإنحناء للموجة الأولى من الثورة فأفرزت رئيساً كان يصف اليهود بأحفاد القردة والخنازير وهو معارض، ولم ينطق كلمة اسرائيل ولو لمرة وهو في الحكم ولم يقابل مسئولا إسرائيليا وكان يتحدث حديثاً (سابقا لأوانه) عن استقلال مصر بتنويع مصادر السلاح والغذاء والدواء. أي الخروج التدريجي من التبعية. فعاد الغرب إلى مقولة قديمة لوزير الخارجية البريطاني الأسبق دوجلاس هيرد وهي أن الديموقراطية قي الشرق الأوسط لا تخدم المصالح الغربية.


أمامكم إذن مرتقى صعب يا ثوار يناير، إذا توحدتم فما بالكم وأنتم متفرقون. صحيح أن هناك بوادر استفاقة لكن ليست أمامكم فرص أخرى تضيعونها.


والذي لا شك فيه أن الثورة ستنتصر لأنه من غير الطبيعي ألا تنتصر ولهذا تفصيل ولكن ليس محله الآن.



اتحدوا أو انسوا.

استراتيجية السيسي للهروب من الأسئلة عن الحلول والخطط


حسام عبد العزيز يحلل حوار السيسى على طريقته

- ادعاء الثقة بتحقيق الهدف والهروب من الإجابة على آليات التطبيق: هانعمل وهاتشوفوا
- استدعاء تجارب غير محددة ومبهمة: فعلنا ذلك في القوات المسلحة
- إسقاط المسؤولية على الآخرين: ده دور الإعلام بقى مش دوري. لابد من مساعدة الشعب. أراهن على إرادة المصريين. أراهن على المرأة المصرية. البلد على المحك.
- خطط عقيمة والادعاء أن هذه مجرد أمثلة للهروب من الاتهام بالخواء الفكري

دعنا نطبق هذا على مثال للتوضيح:

تخيل شابا تقدم لخطبة امرأة. سأله والدها: هاتجيب شقة منين؟ فأجاب: اللي بيحب قادر يجيب عشرين شقة مش شقة واحدة يا عمي. الحب مش كلام.

الوالد: أيوة يابني ازاي يعني هاتجيبها
الشاب: طول عمرنا كأسرة لما بنعوز نعمل حاجة بنعملها. أخويا لما تزوج جاب الشقة في شهر. أخويا التاني عمل كده.

الوالد: طيب قول لي أي شيء أعرف به خطتك لشراء الشقة
الشاب: فيه تفاصيل كتيرة. ممكن مثلا أقول لك إني هافتح مطعم وهاعمل فيه سندوتشات فول وطعمية وإنت عارف إن الحاجات دي بتكسب. تخيل بقى لو قلنا أفكار تانية. ده مجرد مثال عشان تطمئن.

الوالد: طيب يابني إحنا عايزين نعرف عملك شريف ولا فيه ما لا يرضي الله
الشاب: بص يا عمي. احنا أسرة محترمة جدا ومتربية جدا ولا يمكن نشتغل حاجة تغضب ربنا.

الوالد: معلش يابني أنا برضه مازلت عايز أعرف بتشتغل ايه يعني بالظبط؟ ما انا ماينفعش أجوز بنتي لواحد عاطل.

الشاب: أنا مش هاسمح لك إنك تقول عاطل تاني.
الوالد: يابني أنا أقصد...
الشاب مقاطعا: انت عايز تتكلم ولا تسمع؟
الوالد: اتفضل يابني

الشاب: يا عمي إنت عليك دور كبير. ما انت لو ماساعدتنيش مش هاعرف أتجوز بنتك.
الوالد: طب يابني وأجوزها لك ليه. ما يجي حد عايز ما دمت إنت مش عايز تتقدم خطوة.

الشاب: أنا مش مش عايز. أنا مش قادر. لو قادر هاديك. لازم كلنا نيجي على نفسنا. يعني مش لازم بنتك تطلب شبكة ومهر والكلام ده.

الوالد: بس يابني إنت لابس ساعة قيمتها 7000 دولار
الشاب: شوف يا والدي. عايزك تطمئن إني مش هايكون معايا حاجة وهابخل بيها على بنتك أبدا. أبدا. صحيح.

إندبندنت: جدل أوروبي حول الختان وأبحاث تؤكد فوائده





ناقش تقرير صحافي حول الحملة التي تجتاح بعض الدول الأوروبية ضد ختان الأولاد حيث صوت مجلس أوروبا في تشرين أول/أكتوبر الماضي ضد هذه الممارسة، واصفا إياها "بالانتهاك للسلامة الجسدية للأطفال"، ودعا إلى حوار عام بهدف منع الختان قبل أن يصل الطفل سنا يمكن أن يستشار فيه. 

 وفي تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت للكاتب جيريمي لورنس المختص في الشؤون الصحية قال فيه إن العملية هي من أكثر العمليات إجراء في العالم، وأصبحت الآن من أكثر العمليات تسببا في انقسام الرأي الطبي فيها على مستوى العالم.

 ويذكر أنه ليس هناك اتفاق على وظيفة القلفة التي يتم قصها في عملية الختان فالبعض يدعي أن إزالتها يقلل من المتعة الجنسية لدى الرجل، وليس هناك اتفاق على هذا الرأي وتقول منظمة الصحة العالمية "إن هناك نقاش حول وظيفة القلفة".

ويذكر أن مؤيدي الختان يقولون بأن إزالة القلفة له فوائد طبية تفوق أي مخاطر. وفي الشهر الماضي وحده كان هناك دراستان تدعمان وجود فوائد صحية جمة للختان، حتى أن أحد المختصين قال إن الختان يحصن ضد التهابات المسالك البولية والأمراض الجنسية بنفس مستوى حماية اللقاحات التي تعطى للأطفال.  

ويشير إلى أنه وبعد تصويت المجلس الأوروبي اجتمعت كل من النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا للتعاون في الدعوة إلى منع الختان، وكانت حكمت محكمة ألمانية في كولون أن العملية تعتبر إيذاء جسديا ومنعت ختان الذكور قبل سن الرشد.

وهو ما أثار غضبا في الجاليتين اليهودية والإسلامية في تلك البلدان حيث مارس أتباع هاتين الديانتين الختان لأسباب دينية لقرون طويلة، وألقوا باللائمة لمثل هذه التوجهات على العلمانيين اليساريين وعلى اليمينيين المتخوفين من آثار هجرة المسلمين إلى بلادهم.

ووجه المجلس الأوروبي، في محاولة للتخفيف من حدة الخلاف، رسالة لأعضاء البرلمان تنصحهم بعدم استهداف الختان كشعيرة دينية على أساس أن حقوق الطفل تحميها الأدوات الموجودة في القانون الدولي.

وحساسية الموضوع تجعل من الصعب على الأطباء الاختيار بناء على الأدلة ما هو الأحسن بالنسبة للأطفال، وهذا هو السبب الذي جعل المؤسسة الطبية بشكل عام تتجنب الخوض في الموضوع، عدا القول بأن العملية غير ضرورية طبيا إلا في حالات محددة حيث تكون القلفة غير قابلة للرجوع للخلف. وعدا ذلك ترك الأطباء الخيار للأبوين وللعامة للحكم على الختان الديني. 

بقيت الحال كذلك حتى عام 2008 عندما وضعت مجلة (نيوإنجلاند جورنال أوف مديسين) وهي الدورية الطبية الأولى في العالم  حدا للنأي بالنفس عن الدخول في الجدل وجاءت افتتاحيتها حول تراكم الأدلة أن إزالة القلفة تحمي من عدد من الأمراض الجنسية.

وذكرت أن الختان يقلل بنسبة 35% احتمال الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري والذي ما يؤدي عادة إلى ظهور بثور الأعضاء التناسلية لدى الجنسين وهي المسبب الرئيس لسرطان عنق الرحم عند النساء. كما أن الختان يقلل بنسبة 25% احتمال الإصابة بفايروس الهربس، كما يعتقد بأنه يحمي ضد الزهري ولكن حجم العينة في تقرير المجلة اقل من أن يشكل دليلا.

ولكن أهم الأمراض التي يحمي منها الختان هو فايروس نقص المناعة البشرية بنسبة 50- 60%، ولذلك ينظر لختان الذكور على أنه من أحسن طرق الحماية من مرض الإيدز وهناك حملات ختان بملايين الدولارات في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى لمحاربة الإيدز.

 واعتبرت المجلة أن الأدلة قوية بما فيه الكفاية لتكون دعوة للجمعيات الطبية للقيام بخطوات عملية ومراجعة لسياستها حول الختان.

 وبناء عليه قامت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتشكيل فريق عمل وقامت عام 2012 بنشر بيان لموقفها، قالت فيه إنها تؤيد إخبار الأبوين حول فوائد ومخاطر العملية وترك الأمر لهما لاتخاذ القرار ودعت شركات التأمين الصحي أن تدفع تكاليف العملية.  

وهو عكس ما توصلت إليه الجمعية الطبية الملكية الهولندية قبل ذلك بسنتين، حيث قالت إنه لا دليل على فوائد الختان وهناك تقليل من مخاطر العملية ولا حاجة طبية لها وتنتهك حقوق أولاد لم يصلوا سن الرشد.

وهناك فارق كبير بين أمريكا وأوروبا في هذه القضية فنسبة الختان لدى الذكور في أمريكا تصل إلى 80% حيث تعلو النسبة في مناطق البيض وتقل في مناطق ذوي الأصول الإسبانية. بينما تصل النسبة في المملكة المتحدة إلى 16% بحسب احصائية عام 2000، وفي فرنسا 14% وفي ألمانيا 11% وفي اسبانيا أقل من 2%. وتصل النسبة على مستوى العالم إلى 30% بحسب منظمة الصحة العالمية.

وأجري الختان لحوالي ثلث الذكور في بريطانيا خلال ثلاثينات القرن الماضي وكانت النسبة الأكبر هي من الطبقات الأعلى ولكن هذه النسبة انخفضت بشكل كبير بعد نشر مقال في مجلة (برتش مديكال جورنال) عام 1949 ينتقد الختان ويقول إنه لا حاجة طبية له.

الثلاثاء، 6 مايو 2014

قوائم العار ..ومجرمي الحرب

crop488x320mixmedia-01030258Bk6G83
نشرت صفحة الجهاز الإعلامي للشرطة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) التي تهتم بنشر الأخبار المتعلقة بضباط الشرطة وعمليتاهم ، صورة للواء مدحت المنشاوى ، وقالت أنه صاحب خطة فض ميدان رابعة والنهضة وإقتحام كرداسة، ووصفته بأنه أسد العمليات الخاصة.
كانت العمليات الخاصة قد ارتكبت مذابح مروعة فى النهضة ورابعه خلفت آلاف الشهداء ، كما حرقت المسجد والمستشفى الميداني وجثث الشهداء واجساد المصابين .
كما دشن نشطاء حملة افضحوهم لجمع بيانات مرتزقة الشرطة والجيش وداعميهم ، وضمت أولى القوائم التي وصلت للحملة :
1ـ محمود صبيحه من الحزب الوطني وأحد مرشدي امن الدولة ، دوره التبليغ عن مؤيدي الشرعية , بمحافظة الغربية وخاصة في مدينة كفر الزيات رقم جواله المحمول 01225515688
1
2ـ القاتل هاني عبد الجواد .. أحد مجرمي فض رابعة .. أخو المجرم سامح عبد الجواد ” والإثنين كانا معاً في فض رابعة وهما مقربّان من المجرم محمد ابراهيم وزير الداخلية .. وكلاهما على درجة من الثراء لوحظت بعد فض رابعة
2
3ـ القاتل سامح فودة أحد قناصة الإنقلاب وقاتل العزّل من طنطا.
3
4ـ القاتل هيثم ظاظا قوات أمن المحلة
4

للمزيد